اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 148
من الأبوين او من الأب او من الام وَبَناتُ الْأُخْتِ ايضا كذلك وَحرمت عليكم ايضا أُمَّهاتُكُمْ من الاجنبيات اللَّاتِي قد أَرْضَعْنَكُمْ مصة او مصتين وَحرمت ايضا أَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ إذ يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب غالبا وَكذا حرمت عليكم أُمَّهاتُ نِسائِكُمْ لحرمة المصاهرة وَايضا حرمت عليكم رَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ اى في تربيتكم وحضانتكم حال كون تلك الربائب مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ لا ضيق عليكم في تزوجهن وَكذا حرمت عليكم في دينكم حَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ قد حصلوا مِنْ أَصْلابِكُمْ وَكذا حرمت عليكم أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ في زمان واحد إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ أمثال هذا منكم قبل ايمانكم فإنكم لا تؤاخذون عليه إِنَّ اللَّهَ المصلح لأحوالكم كانَ غَفُوراً لذنوبكم بعد انابتكم واستغفاركم رَحِيماً لكم يقبل توبتكم وان عظمت زلتكم
وَحرمت عليكم ايضا الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ الاجنبيات اللاتي قد احصنهن أزواجهن إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من المسبيات اللاتي لهن ازواج كفار إذ بالسبي يرتفع النكاح فاعلموا ان تلك المحرمات قد صارت كِتابَ اللَّهِ اى من جملة الأمور التي أوجبها الله عَلَيْكُمْ حتما وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ اى ما سوى المحرمات المذكورة وانما أحل لكم ما أحل أَنْ تَبْتَغُوا اى لان تطلبوا بِأَمْوالِكُمْ أزواجا حلائل مصلحات لدينكم صالحات لابقاء نوعكم حال كونكم مُحْصِنِينَ بهن دينكم محافظين غَيْرَ مُسافِحِينَ اى مجتنبين عن الزنا المؤدى الى ابطال حكمة الله وإفساد مصلحته فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ اى فمن انتفعتم واجتمعتم بالمهر مِنْهُنَّ اى من النساء اللاتي قد احلهن الله لكم ايها المؤمنون فَآتُوهُنَّ اى فعليكم ان تدفعوا إليهن أُجُورَهُنَّ مهورهن حال كونكم معتقدين أداءها فَرِيضَةً صادرة من الله مقدرة من عنده واجبة الأداء شرعا وعقلا إذ الإفضاء انما هو بسببه كما مر هذا إذا كانت المرأة طالبة كمال مهرها وَلا جُناحَ اى لا ضيق ولا مؤاخذة عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ من الأخذ والترك والزيادة والنقصان بعد ما حصل التراضي من الجانبين مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ المقدرة الواجبة الأداء إذ هذا الحكم مما يقبل التغيير بعد المرضاة إِنَّ اللَّهَ المصلح لأحوال عباده كانَ عَلِيماً في سابق علمه بما يصلحهم ويرضيهم حَكِيماً في إصدارها عنهم إصلاحا لمعاشهم
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا اقتدارا وغنى أَنْ يَنْكِحَ به الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ المتعففات الحرائر فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ اى فعليكم ان تنكحوا مِنْ فَتَياتِكُمُ اى امائكم الْمُؤْمِناتِ المقرات بكلمتي الشهادة ظاهرا وَاللَّهُ المطلع بضمائر عباده أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ وايمانهن او كفرهن وكلكم في انفسكم أمثال أكفاء إذ بَعْضُكُمْ يا بنى آدم قد حصل مِنْ بَعْضٍ والتفاضل بينكم انما هو في علم الله وان اضطررتم الى لكاح الإماء فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ اى اربابهن وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ اى أعطوهن مهورهن المسماة باذن أهلهن بِالْمَعْرُوفِ اى إعطاء مستحسنا عقلا وشرعا بلا مطل وتسويف وإضرار وتنقيص حال كونهن مُحْصَناتٍ عفائف غَيْرَ مُسافِحاتٍ زانيات مجاهرات غير حاصرات وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ وأخلاء فَإِذا أُحْصِنَّ وانكحن بعد وجود الشرائط المذكورة فأمسكوهن بالمعروف المستحسن عند الله وعند المؤمنين فَإِنْ أَتَيْنَ بعد ما أحصن بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ الحرائر
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 148